مجتمع

طمع جشع سببه الجزارون والمضاربون هذا العام للقطيع يجعل عيد الأضحى المقبل في مهبّ الريح

طمع جشع سببه الجزارون والمضاربون هذا العام للقطيع يجعل عيد الأضحى المقبل في مهبّ الريح

العرائش _🖋️بلال الهيبة.

شهد سوق الأضاحي هذا العام حالة غير مسبوقة من الاستنزاف والاحتكار، كانت نتيجته تهديدًا حقيقيًا لقدرة البلاد على تأمين أضاحي عيد الأضحى للعام المقبل. والسبب الرئيسي لا يعود فقط إلى الظروف الاقتصادية أو الجفاف، بل إلى سلوك بعض الجزارين والمضاربين وحتى المواطنين الذين تصرفوا بشكل أناني وغير مسؤول.

فقد استغل العديد من الجزارين والسماسرة الوضع، وقاموا بشراء أعداد ضخمة من رؤوس الغنم، وصلت في بعض الحالات إلى مئات الرؤوس، مما أدى إلى رفع الأسعار بشكل جنوني وحرم المواطنين من فرصة شراء أضاحٍ بسعر مناسب. هذا الاحتكار فتح الباب أمام مضاربات واسعة، جعلت الكباش تُعرض بأثمان لا تُطاق، خصوصًا مع قلة العرض وكثرة الطلب.

كما أن بعض المواطنين ساهموا بدورهم في تفاقم الأزمة، من خلال شراء أضاحٍ تفوق طاقتهم أو اقتناء أكثر من خروف واحد للتفاخر أو الاستعراض، متناسين أن هذا السلوك يسهم في نضوب القطيع الوطني، الذي لا يكفي أساسًا لتغطية حاجيات الجميع.

الخطير في الأمر أن هذه الممارسات لم تمس فقط الخرفان الجاهزة للذبح، بل طالت النعاج المعدّة للتوالد، والتي ذبحت أو بيعت قبل أن تلد وتزيد في حجم القطيع، ما ينذر بعجز كبير في العرض خلال السنة القادمة.

عدد من المهنيين والخبراء في قطاع تربية الماشية دقوا ناقوس الخطر، محذرين من أن عيد الأضحى المقبل قد يشهد أزمة حقيقية، من حيث غلاء الأسعار أو حتى قلة الأضاحي، وربما عدم توفرها بشكل كاف في بعض المناطق.

الحل لا يكمن فقط في تدخل الدولة وتنظيم السوق، بل يتطلب كذلك وعيًا جماعيًا من المواطنين، وعودة إلى المعقول والاعتدال. فالعيد ليس مناسبة للتباهي أو للتنافس في الذبح، بل هو عبادة وروح تضامن ورحمة. يجب أن نفكر في الغد، وفي الفلاح البسيط، وفي القطيع الوطني الذي إن استمر نزفه على هذا النحو، فلن يكفينا لعيد آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى