مجتمع

قطار الموت يضرب من جديد في وجدة.. إلى متى ستظل الأرواح رخيصة؟

قطار الموت يضرب من جديد في وجدة.. إلى متى ستظل الأرواح رخيصة؟

تحرير ومتابعة/ سيداتي بيدا

مأساة جديدة تهز مدينة وجدة، حيث لقي رجل مصرعه بطريقة مأساوية تحت عجلات قطار السكة الحديدية، وهو يعبر المسار الفاصل بين حي لمحرشي وفيلاج النكادي. حادث لم يكن الأول، ولن يكون الأخير إن استمرت الجهات المعنية في تجاهل ناقوس الخطر الذي يُقرع بقوة منذ سنوات.

هذه الفاجعة التي أودت بحياة إنسان بدم بارد، لم تعد حادثًا عرضيًا، بل أصبحت مشهدًا مألوفًا في أحياء وجدة، حيث تمر القطارات وسط أحياء آهلة بالسكان، دون وجود ممرات آمنة، أو إشارات تحذيرية، أو حواجز وقائية. سكك حديدية تقطع أوصال الأحياء، وتفصل بين الناس والمرافق، وتحصد الأرواح دون حسيب أو رقيب.

أين هي مسؤولية المكتب الوطني للسكك الحديدية؟ أين هي سلطات المدينة؟ هل أصبحت أرواح المواطنين مجرد أرقام في تقارير روتينية؟ إلى متى ستظل البنية التحتية تعاني من الإهمال، ويتحمل السكان ثمن أخطاء لم يرتكبوها؟

إن تكرار هذه الحوادث دليل فاضح على غياب رؤية شاملة لتأمين محيط السكة الحديدية داخل المجال الحضري. ولا يعقل أن تستمر السكك في اقتحام الأحياء دون مواكبة بتجهيزات السلامة، أو على الأقل ممرات محروسة تحترم إنسانية المواطن.

نحن لا نطالب بالمستحيل، بل بحق الحياة، وهو أبسط الحقوق التي يجب أن تُصان.

إن الأمر لم يعد يحتمل التسويف أو التبرير. فكل تأخير في التحرك هو مشاركة غير مباشرة في الجريمة القادمة.

كفى صمتًا. كفى تهاونًا. كفى تكرارًا لعبارة “حادث مأساوي”.

إننا نطالب بتحرك فوري، وبتحقيق جدي، وبخطة عاجلة لإعادة هيكلة مواقع السكك داخل مدينة وجدة، قبل أن تُزهق روح جديدة، وتُكتب مأساة أخرى بدم الضحايا الأبرياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى