الخبر اليقين

هل تحقق اكتشافات المغرب للغاز الطبيعي الاكتفاء الذاتي من الأمن الطاقي؟

بدأت الاكتشافات المغربية الأخيرة للغاز الطبيعي تحيي آمال المملكة، خاصة أن ما يتم إنتاجه في الوقت الحالي لا يكفي احتياجاتها، فتخضع للاستيراد في هذا المجال.

آخر الاكتشافات كانت لشركة “شاريوت أويل آند غاز”، المتخصصة في التنقيب عن الغاز والبترول، أمس الإثنين، إذ أعلنت شروعها في حفر الحقل البحري “أنشوا-2” بمنطقة “ليكسوس” قبالة الساحل المغربي، حيث يتوقع العملاق البريطاني اكتشاف كميات غازية واعدة بناءً على المؤشرات الأولية.

وفي هذا الإطار قال عبد النبي أبو العرب، الخبير الاقتصادي، إن “للمغرب حاجيات كبرى، وقدرته محدودة جدا، إلا أن التطورات الإيجابية تبعث على الأمل والاطمئنان بداية مع اكتشاف حقل تندرارة الذي يمكن من ضخ 350 مليون مكعب، ستنضاف لما يتم إنتاجه، وبالتالي يمكن للمملكة إنتاج حوالي نصف الحاجيات الطاقية لتأمين الاستهلاك الداخلي”.

وأوضح أبو العرب أن “الاكتشافات المهمة في سواحل العرائش أكدت وجود كميات كبيرة، وبالتالي على الأقل على المدى المتوسط سيمكن اكتشاف آبار أخرى ستمكن المغرب من الاستجابة للحاجيات الداخلية من الغاز الطبيعي”.

وأضاف المتحدث ذاته: “الاكتشافات الطاقية في المغرب مهمة جدا، بالنظر إلى ارتباط البلد بشكل شبه كامل في هذا المجال بالاستيراد”، مفيدا بأن المملكة “ارتبطت بالجزائر عبر أنبوب الغاز الذي تم توقيفه، فكان لزاما إيجاد حلول أخرى بديلة بعد أن اكتسى الموضوع أهمية جيوسياسية قصوى”.

وأردف أبو العرب ضمن تصريحه لهسبريس بأن “الأمن الطاقي يكتسي أهمية كبرى، نظرا للفاتورة العالية جدا التي يؤديها المغرب لتسديد حاجياته من الاستهلاك الطاقي، وتفوق مائة مليار درهم؛ وبالتالي وضع إستراتيجية طاقية متعددة الأبعاد والروافد والمجالات، تعتمد على النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة والصديقة للبيئة، ويعتبر الغاز الطبيعي أحد خياراته الكبرى”.

كما أوضح الخبير ذاته أن “المغرب ركز على المستوى الداخلي على التنقيب عن الغاز الطبيعي، وجعل منه أولوية”، متابعا: “إلى حد الساعة هناك تحديات في هذا المجال، إذ كان المغرب ينتج مائة مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في آبار الصويرة والغرب، وهي لا تكفي لسد حاجياته التي تفوق مليار متر مكعب، وهي حاجيات ستتطور لتبلغ 1.7 مليارات متر مكعب سنة 2030، و3 مليارات متر مكعب سنة 2040”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.