المهدي الجواهري
الحموشي وبناء المؤسسة الأمنية الحديثة
لا ينكر الا جاحد ان المغاربة عاشوا فترة تصالح في الآونة الأخيرة مع المؤسسة الأمنية، التي كانت عبارة عن جدار سميك لا يمكن التواصل معها او حتى القرب اليها، نظرا لهاجس الخوف الذي كان يطبعها لماضيها في سنوات الرصاص، ايام الاختطافات في جنح الظلام لمعارضي النظام، ناهيك عن التعذيب وخرق القانون في الكوميساريات .
الوضع اليوم مختلف فما عرفته المؤسسة الأمنية من تطور يكشف بالملموس عن سياسة القرب والقطع مع الماضي المؤلم والتجاوب مع المواطنين، عبر التدخل الفعلي الناجع لرد حق المظلومين مع ربط المسؤولية بالمحاسبة.
ويبقى لعبد اللطيف الحموشي منذ تقلده منصب المدير العام للأمن الوطني الفضل الكبير في نهج سياسة تغيير جدري في بنية العقلية الأمنية، عبر تخليق الادارة وتطهيرها من الاختلالات بتعاون مع المجتمع المدني والحقوقي للرقي بالمجال الأمني الذي يبقى كمؤسسة لحماية المغاربة والحفاظ على أمنهم و سلامتهم وممتلكاتهم.
واذا كانت الأطلال شاهدة تحكي عن سنوات الجمر والرصاص فإن العهد الجديد تحولت فيه البنايات الامنية إلى مقر للأمن والأمان لا ظالم فيها ولا مظلوم، الكل سواسية أمام القانون ، فيما تحول المسؤول الأمني الذي كان مخيفا الى رجل ينصت لنبض المجتمع في تجسيد المفهوم الجديد للسلطة.
فتح المدير العام للأمن الوطني باب المديرية العامة لشراكات مع الحقوقيين يبقى كذلك بادرة طيبة في مقاربة تقطع بشكل نهائى مع الماضي حيت تحسب له هذه المكتسبات التي جسد من خلالها توجهات ملك البلاد محمد السادس .
ادا كان بناء مؤسسة أمنية حديثة بمقاربات أمنية دات بعد حقوقي وانساني والذي اصبح اليوم واقعا ولو كان واجبا، وجب فيه كذلك التشجيع لكل من ساهم في بناء المغرب الحديث